من منا لا يعلم أهمية اللغة الإنكليزية في عصرنا هذا. تعلم اللغة الإنكيزية هو من الأمور الأساسية في كثير من الدول, وجهلها يسبب جزءاً من الإنعزال الثقافي. ولكن معرفة اللغة الإنكليزية شيء, والدراسة بها شيء آخر. في هذا المقال أشارككم بعض الأسباب التي جعلتني أرى أنه لا بديل حقيقي ينافس الدراسة بالإنكلزية.
فهم المواد بشكل أفضل وتخطي الترجمة
الجزء الأعظم من الناتج العملي الحديث هو باللغة الإنكليزية. هذا يعني أن درساتك باللغة الإنكليزية ستوفر عليك عناء الترجمة وعناء مواجهة مشاكل المصطلحات الغريبة والغير مفهومة والتي اعتاد الكثير منا مواجهتها اثناء الدراسة باللغة العربية او اي لغة غير الإنكليزية. يوجد الكثير من المصطلحات البرمجية او الفيزيائية وغيرها التي من الصعب فعلاً فهمها بدون الإلمام باللغة الأصلية للمصطلح وهي في معظم الأحيان الإنكليزية وقد تكون أحياناً اللاتينية. يواجه الكثير من طلاب الطب والعلوم صعوبة في حفظ الأسماء العلمية لهذا السبب. بينما لن يواجه الطالب الذي يدرس باللغة الإنكليزية نفس المشاكل. هذا الأمر ليس تحيزاً ضد اللغة العربية, ولكنه الحل العملي الوحيد في هذه الأيام. كثير من المؤسسات التعليمية في مختلف الدول تدرس باللغة الإنكليزي لهذا السبب.
كثرة المصادر التعليمية وجودتها
لغة الأبحاث العلمية هي الإنكليزية. لغة أكثر الكتب العالمية هي الإنكليزية. هل الإنكليزية منتشرة لأنها لغة العلم ام أن لغة العلم هي الإنكليزية لأنها منتشرة؟ سؤال جيد ولكن ما يهمنا الآن هو أن جهل اللغة الإنكليزية يعني التأخر العلمي. على الصعيد الشخصي, قد تبحث عن شرح لمادة معينة على الإنترنت, او اليوتيوب مثلا, وقد لا تجد في معظم الأحيان ما تبحث عنه الا إن بحثت باللغة الإنكليزية. هذا أمر طبيعي لأن الأشخاص الذين لديهم مصادر كافية لإنشاء محتوى تعليمي جيد يكونون في الغالب من الدول الغربية. وحتى لو أراد شخص إنشاء محتوى جيد باللغة العربية مثلاً, لن يجد الجمهور الكافي له ببساطة لأنه كلما كان الأمر معقداً أكثر, كلما نقص عدد الناس الذين يستخدمونه. مثلاً, عدد الأشخاص الذين يودون تعلم ميكانيك الكم هو قليل جداً في جميع الدول, لو أراد كل شخص إنشاء محتوى بلغته الأم, سنجد أنه هناك محتوى كثير, ولكن عدد المتابعين قليل. بينما لو تم إنشاء المحتوى باللغة الإنكليزية سيتطيع جميع الناس من مختلف الدول الوصول الى هذا المحتوى.
مثلاً, لو قلنا انه لدينا 10 اشخاص سيتعلمون ميكانيك الكم من 25 دولة ولدينا محتوى بجميع اللغات الأصلية, سنجد انه في كل لغة لن يصل أكثر من 10 أشخاص لهذا المحتوى, بينما لو كان المحتوى فقط باللغة الإنكليزية سيصل 250 شخص لهذا المحتوى في حال كان جميعهم يفهم الإنكليزية وهذا ما يحصل في أغلب الأحيان. لذلك, من المهم جداً أن تكون قادراً على إستغلال المحتوى التعليمي المتوافر باللغة الإنكليزية خصوصاً.
بالطبع, في حال كان هدفك هو تعلم لغة ما, فقد يكون هذا إستثناءاً لأن تعلم لغة جديدة يعني بالضرورة أنك ستستخدم هذه اللغة وليس غيرها. ولكن حتى في هذه الحالة, على الأغلب أنه سيكون معلم اللغة او المصدر التعليمي متوافراً باللغة الإنكليزية وستحتاج اللغة الإنكليزية عند بدئك بالتعلم وحتى تصل الى مستوى متوسط يتيح لك فهم الأمر بهذه اللغة الجديدة.
تسهيل العمل او الإنتقال الى دول أخرى
إن أردت العمل بدولة مختلفة, ستواجه مشكلة المصطلحات الجديدة لا محالة. ولكن إن كانت لغة دراستك هي الإنكليزية, فسيكون حل هذه المشكلة أسهل وخصوصاً لو كانت الإنكليزية شائعة في هذه الدولة الجديدة. ليس من الضروري أن تكون الإنكليزية هي اللغة الأم لهذا البلد, كثير من الناس في الدول الأوربية وحتى بعض الدول الأسيوية يتكلمون الإنكليزية في أماكن العمل وخصوصاً إن كان العمل يحتاج الى دراسات متقدمة او شهادات جامعية.
فائدة اللغة الإنكليزية كبيرة أيضاً لو أردت إستكمال تعليمك في الخارج او إن أردت نشر أبحاث علمية. في هذه الحالة, أنت تحتاج اللغة الإنكليزية ليس فقط لأن تتعلم, بل لأن تعمل. جميع المجالات البحثية العالمية هي باللغة الإنكليزية, لذلك إن أردت إستكمال رحلتك التعليمية والحصول على شهادة الدكتوراة والإستمرار بالبحث العلمي, فليس لك غنى عن الإنكليزية.
أيضاً إن أردت الهجرة أو الإنتقال والعيش في دولة جديدة ستحتاج الإنكليزية. بالطبع في مثل هذه الحالة ستضطر الى تعلم اللغة المحلية في نهاية المطاف إن أردت الإستقرار في هذه الدولة, ولكن معرفة اللغة الإنكليزية سيساعدك كثيراً حتى تتعلم اللغة الجديدة.