الأجنبية هي إمرأة حسناء لا تطلب بيت وسيارة ومهر وترضى بك كما أنت والحياة معها بسيطة او هكذا يقولون. هل فكرت من قبل بالزواج من إمرأة أجنبية؟ لعلك سمعت أو قرأت أن احدهم قد تزوج من أجنبية وأنه يعيش حياة سهلة وسعيدة دون تعقيدات المجتمع العربي ودون دفع مهر وتكاليف عرس وأمور باهظة الثمن. قد يكون هذا صحيحا في بعض الأحيان ولكن للعملة وجهان. قبل أن ترهق تفكيرك بمثل هذا الكلام, اود أن اشاركك ما أعرفه عن مشاكل ستدفعك أن تتجنب الزواج من أجنبية بالنسبة لشخص عربي.
- الإختلاف الثقافي
وجود ثقافة مشتركة هو من الأمور الهام جدا تواجدها بينك وبين زوجتك. العادات والتقاليد ,وإن كانت بالية في بعض الأحيان, الا أنها جزء من ثقافتك وبالتالي جزء منك. كثير من الأمور التي تفعلها في حياتك هي أمور يفعلها أغلب من رَبيت حولهم من عائلة او أصدقاء.
ماضٍ من العلاقات السابقة قد لا يسرك
العلاقات الجنسية الكثيرة هي أحد الأمور التي تتصف بها النساء في الغرب ولا أعتقد أن هذا أمر قد تحب وجوده في المرأة التي ستشاركك حياتك وتكون أم لأولادك. حتى وإن كانت هذه المشكلة متواجدة الى حد ما في بعض المناطق بالدول العربية, يبقى الأمر بدرجة أقل بكثير. هذا الأمر هو مشكلة كبيرة حتى لو لم تكن الحياة على النهج الإسلامي هي من أولوياتك. حسب العديد من الإحصائيات (المصادر بالروابط بالأسفل), هناك علاقة طردية بين زيادة عدد الشركاء الجنسيين وبين نسبة الطلاق.
الأمهات العازبات (Single Mothers) والأمهات بأعمار الثانوية (او حتى الإعدادية أحياناً) هو أمر شائع كثيرا بالغرب وخصوصا في أمريكا رغم ما يقولونه عن معارضتهم زواج الأطفال وإدعائهم لحماية حقوق الأطفال (مشكلتهم هي فقط مع الزواج بعمر أقل من 18, أما الإنجاب وممارسة العلاقات بعمر أقل من 18 فلا مانع أبداً). هذا طبعا دون التطرق الى مواضيع مثل الأمراض الجنسية والخيانة الزوجية وأمور تحتاج مقالات وكتب بحد ذاتها لمناقشتها.
ثقافة الأكل
أهمية الأكل من الناحية الثقافية غنية عن التعريف.
ماذا تأكل على الفطور؟ في بعض الدول العربية مائدة الفطور قد تحوي على الزعتر, الجبنة, اللبنة, البيض, المسبحة (او الحمص), الفتة او التسقية, الزيتون الأخضر والأصفر والأسود, الحلاوة, الخيار, البندورة, وأطعمة اخرى قد تكون إعتدت أكلها.
ماذا عن الغداء؟ هناك أيضا العديد من الأطعمة المميزة في كل بلد ولنجب أنفسنا الخوض في أطعمة الغداء العربية اللذيذة لأنها قضية فلسفية على مستوى آخر.
إن كانت زوجتك أجنبية, قد لا تتقبل ثقافة الأكل الخاصة بك, أو قد لا تجيد صنع مثل هذه الأطعمة. هل هذه مشكلة كبيرة أساساً؟ هذه ليست نهاية العالم بالطبع ولكن عدة مشاكل صغيرة تصبح مشكلة كبيرة في نهاية المطاف. عند إختيار زوجتك, أنت تريد ان تكون حياتك أفضل معها لا أكثر تعقيداً !
ثقافة اللباس
من ناحية الرجل
بعض الدول العربية تحوي لباس شرقي اكثر من بعضها الآخر. مثلا في دول الخليج, يرتدي أغلب الناس الثوب الفضفاض (اسمها أيضا القلابية في بعض الدول) إضافة الى الغترة او الشماغ والعقال. في بعض الدول الأخرى يرتدي الناس لباس مشابه لما يرتدونه في الغرب من بنطال جنز وكنزة تقليدية. قد لا تتقبل المرأة الأجنبية هذا النوع من اللباس وقد تراه ربما سخيفاً, يدل على الجهل, او غير لائق.
من ناحية المرأة
إرتداء الحجاب هو أمر لا يحتاج الى التفكير مرتين في كثير من الدول العربية. غالب النساء يرتدين الحجاب او العباءة وان تعددت أشكاله والوانه. السترة والحشمة هي من الأمور المهمة في الثقافية العربية والإسلامية. بالنسبة للمرأة الأجنبية, هذا قد يكون إضطهاد للمرأة وإعتداء على حقوقها. أغلب النساء في الغرب يحبون إظهار أجزاء من جسمهم ولا يرون في ذلك حرج. الظهور بالملابس الداخلية على الشاطئ هو أمر ليس بالغريب عليهن ويوجد أيضا شواطئ للتعري والكثير من الأمور التي تخالف أسلوب الحياة الشرقي بكل المقاييس. اي رجل يحمل العقلية والطباع الشرقية والإسلامية لن يرضى لزوجته الظهور بمثل هذا المظهر, وهذا سيسبب مشاكل عاجلاً أم آجلاً. قد تقول “أستطيع أن أجد إمرأة هناك ترتدي لباساً مستوراً او انها قد تغير من أسلوب حياتها لأجلي“. لمثل هذا القول أرد: حظاً موفقاً وأحلاماً سعيدة.
- الإختلاف اللغوي
إن كانت إمراة اجنبية, فهذا بطبيعة التعريف يعني أنها ليست عربية, وبالتأكيد لا تتقن اللغة العربية. إذاً سيكون هناك مشكلة بالتواصل عاجلا أم آجلاً. العربية من اللغات الصعب تعلمها للغاية بالنسبة للأجانب, وان حاولت التعلم, سيستغرق الأمر سنين طوال. لذلك من الراجح أنك أنت من ستتعلم لغتها. مهما أتقنت اللغة, سيبقى هناك أمور من لغتك وثقافتك تريد أن تشاركها مع زوجتك (والتي يفترض أنها شريكة حياتك).
قد تقول نكتة او دعابة ويكون هناك دقيقة صمت. قد تحاول شرح الأمر, ولكن إن كانت النكتة بحاجة إلى شرح, فهي ليست مضحكة. لربما يحصل كثير من هذه المواقف وستشعر بالتباعد بينك وبين زوجتك. وبنفس الطريقة قد تكون هي من تحاول مشاركة أمر معين شائع بالمكان الذي تربت فيه, ولكنك ستواجه صعوبة في فهم مثل هذه الأمور وسيحتاج الأمر منكما وقتا طويلاً وشرحاً لن يكون له داعٍ لو كانت زوجتك من نفس ثقافتك ولغتك.
- لغة وثقافة الأبناء
في مرحلة ما, ستود أنت او زوجتك إنجاب الأطفال. ولكن أطفالك سيواجهون الكثير من المشاكل وخصوصاً مشكلة الإنتماء.
يمضي الأطفال في المنزل وقتا أكثر مع أمهم من أبيهم. ستحاول زوجتك تربية أبنائك كما تربت هي وهذا ليس أمراً غريباً, ولكنه قد يكون يناقض ما تريد لأبنائك أن يربوا عليه. ستحادث زوجتك الأولاد بلغتها وستحادثهم أنت بلغتك. سيشعر الأولاد بالضياع في كثير من الأحيان وليس من الغريب وجود صراع داخلي بهم في حال وجود إختلاف جسيم بين ثقافة الأهل. قد تتفق أن و زوجتك على لغة معينة او اسلوب تربية معين مشترك, ولكن قد لا يدوم هذا الإتفاق طويلا لأنه ببساطة يحب الأهل أن يتواصلو بسهولة مع أطفالهم بدون الشعور بوجود حاجز معين بينهم. في غالب الأحيان يتعلم الأطفال لغة بلد المسكن بدرجة جيدة وستكون اللغة الثانية ثانوية في أغلب الأحيان. وهذا سيجعل صعوبة كبيرة بتواصل أطفالك مع الأقارب وهذا سيحرمهم من العائلة الكبيرة في كثير من الأحيان.
- بُعد المسافات عن العائلة والأصدقاء
بغض النظر أين ستسكنون, سيكون أحدكم بعيد عن وطنه الأم وبالتالي بعيد عن أغلب أهله وأصدقائه. قد يشعر أحدكم بالعزلة وخصوصا لو حاولت زوجتك أن تعيش معك في بلدك فستعيش بعزلة كبيرة بسبب عامل اللغة والثقافة وحتى القوانين في بعض الأحيان. سوف يضطر أحدكم الى تفويت أغلب مناسبات عائلته وأصدقائه لصعوبة السفر المستمر. سيرغب البعيد عن أهله بزيارة أهله سنويا او بين فترات مختلفة, مما يعني تكاليف إضافية ومشاكل وتعقيدات جديدة.
- إختلاف القوانين
ستواجهون العديد من العقبات القانونية المختلفة في حال كان أحدكم لا يحمل جنسية الآخر. وحتى لو كان كلاكم يملك جنسية البلد الذي تسكنونه, ستبقى هناك مسألة إختلاف القوانين عم إعتاد أحدكما عليه. لن أطيل الكلام في هذا القسم لتشعب حالاته, ولكن يكفيك معرفة أن الطريق قد يكون وعراً كثيراً.
- الطَلاق
حسب إحصائيات مختلفة في العديد من الدول الغربية مثل أمريكا والدول الأوروبية, نسبة الطلاق الى الزيجات هي 40% وتختلف النسبة حسب البلد طبعا. هذا يعني أن فكرة الزواج هناك أساساً هي مشروع فاشل في نصف الأحيان. لو كنت تريد شراء منزل وأخبرتك أن نسبة إنهدام المنزل هي 40% او 50% ستقول أن شراء هذا المنزل جنون. ليس الأمر مختلفاً كثيرا في الزواج. الإحصائيات (ويوجد عدد أكثر من الكافي منها) تشير الى أن منظومة الزواج فاشلة هناك أساساً. وهذه الإحصائيات لم تأتي من فراغ وفي أغلب الأحيان لم يتم إختراعها من مخيلة الأشخاص, هي ليست إلا تمثيل للواقع. زواجك من أجنبية, يحمل نفس المخاطرة على الأقل وغالبا ستكون المخاطرة أضعاف مضاعفة للأسباب السابق ذكرها.
لو فرضنا أنك مستعد لتقبل المخاطرة بالطلاق.
- ماذا يحدث للأطفال ولتقسيم الأملاك ونفقة المطلقة (التي قد تستمر لعشرات السنوات في بعض الأحيان)؟
- هل ستتخلى عن أطفالك؟ كن جاهزا للأسوء, لأن نسبة حصول الرجل على حق الحضانة هي شبه معدومة في الغرب.
- هل أنت مستعد لإعطاء طليقتك نصف أملاكك؟ لأن هذا بالضبط هو ما يحصل هناك عند الطلاق (قد تحصل هي على أكثر من النصف حتى)
- هل أنت مستعد للنفقة على طليقتك لعشرات السنين في حين أنها قد تواعد شخصا جديدا أو على الأقل أنها تعيش حياة رغيدة على حساب تعاستك؟ هذا أمر تقليدي هناك
- هل ستتقبل أن تعود طليقتك وأم أطفالك الى حياتها السابقة (على فرض أنها تغيرت خلال زواجها) ؟
هل المرأةُ العربية خالية مِن العُيوب؟
المرأة العربية خالية من جميع العيوب والمشاكل والحياة معها ستكون رغيدة إلى الأبد… بالطبعِ لن أقولَ مثلَ هذا الكلام. الحياة الزوجية يتخللها العديد من العقبات والمشاكل لا محالة. إن كنت ستواجه العديد من المشاكل في جميع الأحوال, على الأقل, لا تحاول أن تفاقم الوضع و لا تكن أنت هو نفسك من يضع العقبات في طريقك. زواجك بأجنبية ليس أسهل من زواجك بعربية بل هو أصعب وفيه العديد من المشاكل الإضافية للمشاكل الزوجية المعتادة.
رغم أننا في هذه المقالة سلطنا الضوء على سلبيات الزواج من أجنبية, هناك حالات إستثنائية جيدة بالطبع, ولكنها تبقى إستثنائية. ليس من الحكمة شراء سيارة نسبة أن تتعطل 90% فما بالك بالزواج وبناء الأسرة.
مصادر وإحصائيات