قرار دراسة الماجستير هو قرار ليس بالسهل. توجد العديد من العقبات في طريقكم بدءاً من تقديم الأوراق وإجتياز الإمتحانات المطلوبة للتقديم ومروراً بالدراسة نفسها وإتمام المواد وربما أيضاً الأبحاث ورسالة الماجستير. في هذا المقال نعرض لكم أسباب قد تدفعكم الى إعادة التفكير ملياً والتأكد من إتخاذكم القرار المناسب.
ربما تودون قراءة المقال المعاكس إيجابيات لدراسة الماجستير – مدونة كيكي وفيه نعرض الإيجابيات.
في حال كنتم لا تريدون الإستمرار في مجال الأكاديميا
الحصول على درجة الماجستير يكون في الكثير من الأحيان أمر مطلوب للحصول على درجة الدكتوراة لاحقاً والتي هي هدف لبعض الطلاب. إن كنت لا تريد الإستمرار في الأكاديميا (مجال الأبحاث والتعليم الجامعي), قد لا تكون درجة الماجستير ذات فائدة كبيرة وخصوصاً التي تكون مع أطروحة. هناك نوعان من درجات الماستر: مع أطروحة, وبدون أطروحة. إن كان هدفك هو دخول سوق العمل وليس الأبحاث, لن تكون الأطروحة ذات فائدة كبيرة لك.
أما بالنسبة لخيار بدون أطروحة, ستدرس عدد معين من الكورسات (7 أو 10 كورسات في الغالب) ثم تتخرج. أعتقد أن هذا الخيار عملي أكثر حيث أنك تمضي قرابة السنة فقط وثم تتخرج. هذا الخيار سيكون مناسباً لك لو كنت تريد دراسة فرع تقني او هندسي او أن تقوم بدراسة ماستر إدارة أعمال (MBA).
ملاحظة: الغالبية العظمة من المنح الدراسة هي لخيار مع أطروحة والتي هدفها البحث العملي.
مماطلة بسبب عدم إيجاد وظيفة مناسبة
قبل دراسة الماجستير, كن واضحاً مع نفسك وعن سبب دراستك الحقيقي. هل تريد فعلا أن تكمل دراستك الآن أم أنك ليس لديك شيئ أفضل تفعله. هل تريد دراسة الماجستير لأنك لم تجد فرصة عمل مناسبة؟ كثير من الطلاب يواجهون نفس المشكلة عند التخرج, فرص عمل قليلة والمنافسة عالية. ماذا تفعل؟ إستخدم الحل السحري: أدرس الماجستير. الأمر ليس بهذه البساطة. أجل, دراسة الماجستير سترفع من فرص توظيفك عند تخرجك مقارنة بشخص لديه شهادة البكالوريوس فقط, ولكن حصولك خبرة عمل لمدة سنتين (نفس مدة دراسة الماجستير عادة) قد ترفع فرصك أكثر (بالطبع الأمر يعتمد بنسبة كبيرة على مجال الإختصاص أيضاً). عدد متزايد من الشركات العملاقة مثل غوغل وغيرها يطلب خبرة العمل أولاً وليس شهادة الجامعة لأنها في كثير من الأحيان قد لا تكون ذات قيمة كبيرة. ما تريده الشركة من موظفيها هو إنهاء عملهم بكفائة, سواء كان لديك شهادة دكتوراة أو ليس لديك شهادة, قدرتك على إنهاء العمل وقوة مهاراتك هي المهم. إن كنت قد أتممت بعض المشاريع المهمة وأثبت جدارتك, لن تحتاج الى المزيد من الشهادات.
قد لا تستفيد منها كثيرا في عملك و قد تعمل في مجال مختلف
لربما تقول في نفسك أن الحصول على شهادة إضافية لن يضرك بالتأكيد بل سيكون ذا فائدة بنهاية المطاف. ولكن الجزء الأعظم من كورسات الجامعة لا يعطيك ربع المهارات الضرورية لك في العمل. هذا ليس غريباً إن نظرنا الى عدد ساعات الكورس الواحد وكم تمضي من الوقت فيه. إتمام عدد إضافي من السنوات في مثل هذا الأسلوب لن يكون ذا فائدة كبيرة حقيقة. في الجامعة أنت تدرس عدد كبير من الكورسات, وفي كثير من الأحيان لن تستفيد في مجال عملك الأ من إثنين أو ثلاثة وفي بعض الأحيان لا تستفيد إطلاقأً بل يكون عملك مختلف عن ما درسته. إذا ما هي فائدة الوقت الذي قضيته في هذه الكورسات؟ أنت تعلم من خلال تجربتك ما هي الدراسة الجامعية وماذا تتعلم خلالها, هل تعتقد أن تكون الماجستير مختلفة كثيراً؟
لا توجد شركة تحب دفع المزيد من المال لموظفيها لأنها تحبهم, إن كانو سيدفعون لك المزيد من المال, يجب أن تعطيهم شيئاً بالمقابل. إن كان ما يحصلون عليه منك بعد حصولك على درجة الماستر هو نفس ما يحصولون عليه من شخص لم يدرس الماستر, إذا لا تتوقع زيادة مالية لأنه بالنسبة لهم لا فائدة من هذه الشهادة.
ماذا إن قررت تغيير مجال عملك؟ عدد لا بأس به من الناس ينتهي بهم الأمر أن يعملو في مجال مختلف عن ما درسوه, هذا يعني أن ما تعلمته في الجامعة كان مضيعة لوقتك. قد تقول أني كسبت بعض الأصدقاء هناك أو تعلمت بعض الأشياء الجديدة, ولكنك لست ذاهباً للإستجمام. يمكنك بناء الصداقات وتعلم الأشياء الجديدة دائماً ولست بحاجة الى إمضاء سنتين من العمل المضني من أجل ذلك.
تكاليف الدراسة وعدم جني المال خلال فترة الدراسة
إن كنت ستدرس على حسابك الخاص, عليك أن تفكر بالأمر ملياً قبل إتخاذ هذه الخطوة الجرئية. تكاليف الدراسة تختلف إختلافاً شاسعاً بين الجامعة والأخرى وبين البلدان, ولكن أجور الدراسة في غالب الأحيان مرتفعة. بالطبع, أن تتوقع أن تحصل على راتب أعلى بعد تخرجك مقابل هذا الجهد والخبرة الإضافية. لنفترض جدلاً أن الأمر كذلك. كم سنة عمل من الزيادة فقط تحتاج الى تجمع مبلغ يساوي ما دفعته لأجل حصولك على الشهادة؟ لا تنسى إضافة خسارتك سنتين من العمل الى الناتج لأنك لا تعمل أثناء دراستك مما يعني أنك خسرت ما كنت ستجنيه من عملك لو لم تدرس الماجستير أساساً (هذا ما يسمى أيضا بتكلفة الفرصة البديلة opportunity cost). إن كان ناتج الحسبة أكثر من قرابة 7 سنوات قد لا يكون الأمر يستحق العناء لأنك قد لا تستمر في وظيفتك هذه المدة أساساً.
ليست ذات فائدة كبيرة عند تأسيس عملك او شركتك الخاصة
لربما أنت من هذه الفئة من الناس الذين لا يبحثون عن عمل بإحدى الشركات بل تود إنشاء شركتك الخاصة. إذاً أنت من أقل الناس إستفادة من تجميع الشهادات الجامعية (الا في بعض الحالات الخاصة مثل شركات الأدوية وما شابههم والذين تحتاج حصولك على شهادة جامعية لإفتتاح شركة في هذا المجال, ولكن حتى في هذه الحالة, لن تحتاج شهادة دراسات عليا مثل الماجستير).
تأسيس عملك الخاص يحتاج بضعة أشياء, إضاعة الوقت بأشياء أخرى ليست واحدة منها. إمض وقتك بأمور مرتبطة بأهدافك بشكل مباشر ولا تفني أثمن سنوات حياتك وشبابك في أمور تبعدك عن ما تود الحصول عليه.
يمكنك الحصول عليها لاحقاً
لماذا العجلة؟ لديك متسع من الوقت للعودة الى الجامعة والحصول على الشهادات الجامعية. أكثر ما يسعد الجامعة هو الحصول على المزيد من المال, وطالما أنك تدفع, سيرحبون بك بكل سرور. بالطبع إن كان هدفك هو أفضل جامعات العالم, فالأمر مختلف بعض الشيء لأنهم قد يسألونك عن سبب تأخرك بإستكمال دراستك او ما يسمى فجوة دراسية. ولكن في حال عملك بشركة عالمية ومرموقة, قد يرفع هذا نسبة قبولك في بعض الأحيان حتى بالنسبة لمثل هذه الجامعات. إن لم يكن هدفك أفضل جامعات العالم, لا تشعر بالقلق إذاً. ما زال بإمكانك الدراسة بجامعات قوية جداً وحتى بعد عدة سنوات من تخرجك. هذا الأمر يتيح لك إتخاذ قرار إستكمال دراستك بوعي أكبر لأنك ستكون بدأت حياتك العملية وربما عملت ببعض الشركات ورأيت بنفسك إن كانت الشهادة الإضافية تستحق العناء حقاً. قد تكون سنة او سنتين من العمل بعد التخرج كافيتين لإيضاح الأمر بالنسبة لك.
مقالات مرتبطة:
إيجابيات لدراسة الماجستير – مدونة كيكي