فوائد دراسة الطب

التخصص النبيل: فوائد دراسة الطب

دراسة الطب هي حلم العديد من الناس. رغم التنافسية العالية لدخول هذه الكلية وطول مدة الدراسة وصعوبتها وصعوبة العمل, الا ان فوائد دراسة الطب العديدة قد تجعل هذه الرحلة المضنية تستحق كل هذا وأكثر. ممارسة مهنة الطب لها العديد من الفوائد التي تمتد من الجانب الإنساني والاخلاقي, الى الجانب المادي والإجتماعي. ناقشنا في مقال سابق سلبيات دراسة الطب وتحدياتها ( سلبيات دراسة الطب: أكبر العقبات التي قد تواجهك – مدونة كيكي  ), ولكننا نخصص هذا المقال لفوائد دراسة الطب وإيجابيات هذه الرحلة.

إنقاذ حياة الناس ومساعدتهم على الشفاء من الأمراض:

تعد مهنة الطب من أنبل المهن على الإطلاق فهي في جوهرها مهنة تعنى بمعالجة الأمراض والأسقام ورفع الأذى عن الناس. بالنسبة للمريض, الطبيب أنقذ حياته, ولكن هذا قد يكون مجرد يوم عمل آخر للطبيب الذي أنقذ مئات الأرواح. ويوجد العديد من الأحاديث النبوية عن فضل تنفيس كربة المسلم, فما بالك بمن يعالج المريض ويرفع الأذى عنه. مهنة الطب لها قدسية خاصة في جميع المجتمعات منذ فجر التاريخ وهذا لا يختلف كثيرا في يومنا هذا.

الإرتقاء بالمستوى العلمي وتطوير الذات:

الذكاء والعمل الدؤوب هي صفة مشتركة في جميع من يدرسون هذا التخصص. مجرد دخول الطالب لهذه الكلية, فهي شهادة له بأنه من القلة القليلة التي إستطاعت تخطي جميع العقبات بجدارة وإتقان. هناك ملايين الطلاب حول العالم الذين يتمنون دراسة الطب, ولكن فقط نخبة الطلاب هي من تتمكن من ذلك. عدد مقاعد الكليات الطبية محدود للغاية في جميع الدول, لذلك تقوم الكليات بإختيار طلاب قادرين على إنهاء هذه الرحلة. دراسة الطب لا تحتاج فقط للذكاء, بل أيضاً لذاكرة قوية وتنظيم جيد جداً للوقت وقدرة تحمل للضغط لمدة زمنية طويلة. ولكن جميع هذه التحديات تجعل من الطبيب شخصاً أفضل وأكثر فهماً وحكمة.

يعد تخصص الطب من التخصصات المثيرة للفضول والرغبة بالتعلم, هذا ليس غريباً فجسم الإنسان بالغ التعقيد وحاول الناس عبر القرون فهمه ومازلنا نجهل الكثير. يدرس الطالب خلال مسيرته التعليمية المواد الطبية وعلوم الأحياء والكيمياء وبعضاً من الفيزياء وقد يدرس بعض المواد الإضافية العامة حسب الجامعة ومكان الدراسة. بالمختصر, يعد الطبيب موسوعة علمية تمشي على الأرض, وتستمر رحلة الطبيب التعليمية طوال حياته.

يطور الطبيب أيضاً مهارات التواصل لديه من خلال التعامل مع المرضى والأزمات. علاقة الطبيب والمريض هي علاقة أمانة. يقوم الطبيب بالتواصل مباشرة مع المريض و يضطر في كثير من الأحيان الى نقل أخبار سيئة الى المريض ويحتاج أن يكون لديه قدرة تواصل جيدة جداً ليستطيع التعامل مع مثل هذه المواقف. يحتاج الطبيب أن يكون ودوداً أحياناً وصارماً أحياناً أخرى. جميع هذه الأمور تجعل من الطبيب شخصاً متقناً لمهارات التواصل مع الناس ويتعلم دوماً أشياء جديدة من خلال تعامله مع الناس.

رؤية الحياة من منظور آخر وتنمية مفهوم أعمق لما هو مهم

يتعامل الطبيب مع المرضى والحالات الحرجة والطارئة و المستعصية يومياً. رغم أن هذا الأمر يسبب ضغطاً جسدياً ونفسياً, الا أنه يعطي صورة لما هو مهم للإنسان. في الحالات الحرجة هذه يكون المريض ومن حوله على إستعداد لبذل اي شيء في سبيل التعافي. ما كان مهماً في السابق ليس مثل ما هو مهم الآن. في كثير من الدول العربية, كان يطلق على الطبيب إسم “حكيم”. هذا قد يكون صحيحاً في عدة أوجه. من يستطيع معالجة الناس هو حقاً حكيم. ومن يواجه المرض والضعف يومياً لديه مفهوم أعمق للحياة وحكمة نادرة قد لا يصلها بعض الفلاسفة ولو عاشوا 100 سنة.

من المهارات الضرورية لكثير من الجراحين والأطباء هي القدرة على إتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية في لحظات قصيرة. بالطبع هذه المهارة يتم تنميتها عبر السنين, ولكن معظم الناس لن يكون لديهم رباطة الجأش على إستمرار حياتهم وإتخاذ مثل هذه القرارات بشكل متكرر. هذا يعد مسؤولية كبيرة بالطبع, وهو في نفس الوقت شرف وفخر عظيم للطبيب لقدرته على إتخاذ القرار الصحيح. الأمر ببساطة هو أنه قد لا يكون هناك شخص آخر مؤهل لإتخاذ مثل هكذا قرارات سوى الطبيب. وهذا يعد شهادة أبدية لقيمته وقيمة مهاراته.

إمكانية إكمال المسيرة التعليمية الى الدكتوراة ومجال الأبحاث الطبية:

بعد أن ينهي طلاب الطب دراسة التخصص, يبدأ جزء كبير منهم مزاولة المهنة. ولكن لا يكتفي بعضهم بما تعلموا, بل يكملون مسيرتهم التعليمية ويقومون بالحصول على شهادة الماجستير او الدكتوراة. هذا الطريق يقودهم الى القيام بالأبحاث العلمية ومحاولة معالجة أمراض لم يعالجها أحد من قبل وتوسيع مجال المعرفة البشرية. يصبح الكثير من من يسلكون هذا الطريق دكاترة جامعات ويقومون بتدريب الجيل الجديد من الأطباء. هناك البعض أيضاً من من يقوم بجميع هذه الأشياء في نفس الوقت: ممارسة الطب, القيام بالبحث العلمي, وتدريس الطلاب.

مهنة مطلوبة دوما في سوق العمل:

لربما يستغني الشخص عن بعض الرفاهيات في حياته, ولكن لا أحد يستغني عن صحته. عندما يمرض أحدهم, يقوم بدفع الغالي والنفيس لأجل أن يشفى من مرضه ويسترد صحته ولن يتغير هذا الأمر كثيراً في المستقبل. بمعنى آخر, هناك حاجة دوماً للمزيد من الأطباء فهي من المهن الأساسية في المجتمع.

العائد المادي:

الدخل من مزاولة المهنة:

يعد الدخل المادي للأطباء من الدخل المرتفع في جميع الدول. سنوات الدراسة والعمل الدؤوب يأتون بثمارهم وإن طال الزمن. بالطبع, بعض التخصصات الطبية لها عائد مادي أكبر من غيرها وعلى رأسها التخصصات الجراحية مثل جراحة الأعصاب والقلب وعمليات التجميل وغيرها. الدخل السنوي للطبيب دخل مرموق في الدول العربية وقد يصل الى مئات الألاف من الدولارات سنوياً في الدول الأجنبية كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

إستثمارات في المجال الطبي والمستشفيات وغيرها:

لا يقتصر الدخل المادي للطبيب على عيادته او قيامه بالعمليات الجراحية, بل قد يكون له دخل إضافي في حال قام بإستثمارات في المشاريع الطبية كالمستشفيات وشركات الأدوية. يمكنه أيضاً أن يستثمر أمواله في مجالات أخرى كالعقارات وغيرها والخيارات عديدة.

المكانة الإجتماعية

ينال الطبيب مكانة إجتماعية خاصة في جميع المجتمعات وخصوصاً المجتمع العربي. فمجرد سماع كلمة دكتور يجعل الرؤوس تلتفت والتحيات تنهمر “مرحباً دكتور” “أهلاً دكتور”. حلم العديد من الفتيات (او على الأقل حلم أهلن) الزواج من طبيب, و يقبلن الزواج بالعريس حتى قبل أن يتقدم وتتفاخر الواحدة منهن أن من يتقدم لخطبتها طبيب أو أن زوجها طبيب. ولا يقل مكان الطبيبة شئناً ولا يتقدم عادة لخطبة الطبيبة الا اشخاص ذو مكانة إجتماعية مرتفعة لما للطبيب من شأن. رغم أن لجميع المهن أهميتها, تبقى مكانة مهنة الطب في مكان خاص في قلوب الناس.

محيط إجتماعي من النخبة

بسبب طبيعة المهنة, يكون للطبيب معارف وشبكة إجتماعية ضخمة. هذه الشبكة الإجتماعية تحوي جميع الطبقات وخصوصاً الطبقة العليا من المجتمع. قد يكونوا أطباء آخرين وزملاء مهنة, او ربما مرضى, او أقارب مرضى, او غيرهم. شبكة المعارف هذه لها فوائد غنية عن التعريف وجميع الناس يود أن يكون له من معارفه طبيب جيد.

فرص وتسهيلات خاصة للسفر

مهنة الطب ليست من أسهل المهن للسفر والإنتقال, ومزاولة المهنة في الخارج لها تحدياتها. ولكن بعض الدول تتيح فرص عمل للأطباء دون تعقيدات كبيرة وتعديل شهادة صعب. هذا الأمر يعتمد كثيراً على القوانين والتخصص نفسه بالطبع. ففي بعض الدول, يكون الأمر أبسط في حال العمل في القطاع الخاص مثل المشافي الخاصة ويكون أصعب في غيرهم مثل المشافي الحكومية. أيضاً هناك فرق بين الجراح والإستشاري ودرجة تخصصهم.

حالة السفر الأخرى قد تكون لحضور مؤتمرات طبية وقد تكون هذه ممولة في بعض الحالات من قبل المشفى او الحكومة او نقابة الأطباء الوطنية.

حتى في حالة السفر التقليدية, قد يكون للطبيب تسهيلات للسفر وإجرائات الفيزا مقارنة بباقي المهن.

في حالات الهجرة, هناك بعض الدول التي تقدم تسهيلات مخصصة للمجالات الطبية. مثلاً, لو أردت السفر لبريطانيا, فهناك فيزا خاصة بالمجال الطبي حسب موقعهم الرسمي الربياطاني.

أيضاً في نظام الهجرة الكندي, هناك قسم مخصص للمجالات الطبية حسب موقع الهجرة الكندي.

الخلاصة:

مهنة الطب من المهن الجميلة والصعبة في نفس الوقت. يمر طالب الطب بالعديد من الصعاب خلال حياته ولكن لهذه المهنة مكانة عظيمة في النفوس. يحصد الطبيب ثمار جهده على مختلف الأصعدة كالديني و الشخصي, الأخلاقي,التعليمي, المهني, المادي, او الإجتماعي. إن كنت تود دراسة الطب فأنت تعلم أن الطريق صعب, ولكنك تعلم أيضاً أنه طريق يستحق المسير فلا تسمح للعقبات أن توقف رحلتك. بالتوفيق!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *