اختيار شريك الحياة أمر يحتاج الى التفكير ملياً فهو قرار تستمر تبعاته مدى الحياة سواء سلباً او إيجاباً. هناك العديد من المعايير التي تساعد على معرفة إن الشاب المتقدم للخطبة سيكون زوجاً مناسباً ام لا. في هذا المقال نشارككم بعض أهم هذه المعايير.
يوجد مقال مشابه أيضاً بعنوان معايير إختيار الزوجة المناسبة
دين الخاطب ومقدار التزامه
عند إختيار الزوج, معيار الدين يأتي على اوائل الأمور التي يجب تأخذها الفتاة بعين الإعتبار. هنا لا يعني أن يكون الطرفان مثلاً مسلمين فقط, بل أن تكون درجة إلتزامهم متقاربة أيضاً. بعض الناس يفضل الملتزم جداً وبعضهم يفضل الشخص الوسط. إن كان الشاب من بيئة غير ملتزمة دينياً حينما تكون الفتاة من وسط ملتزم, سيسبب هذا الإختلاف الكثير من المشاكل في جميع الأمور سواء الصغيرة او الكبيرة. في مثل هذه الحالة, قد يكون هذا الرجل بعيداً جداً عن الدين وقد تكون لديه علاقات نسائية, او يشرب الخمر, او غيرها. او قد يكون أنه لا يفعل الكبائر, ولكنه في نفس الوقت لا يقوم بالفرائض, مثلاً لا يصوم, او لا يصلي, او غيرها. ستكون الفتاة ضد جميع هذه الأمور وسيكون هناك تضارب فكري بين الشخصين وبين عائلتيهم لا يمكن تخطيه ومصير مثل هذه العلاقات الفشل او تحول احد الشخصين الى مثل نمط حياة الآخر وهو نادر الحدوث.
والأمر مشابه لو كانت الحالة معاكسة, إن كانت الفتاة من بيئة غير محافظة في حين أن الشاب من بيئة محافظة. قد تكون الفتاة لا تريد الحجاب بينما يريدها هو أن تتحجب. سيتوقع منها زوجها ان تتصرف باسلوب معين مع العائلة والأقارب ومع الناس في الطريق قد لا تفضله هي. سواء رضيت الفتاة أن تفعل ما يطلبه منها زوجها أم لا, سيكون هناك الكثير من المشاكل خصوصاً إن كانت الفتاة غير مقتنعة بأفكار زوجها. يفضل ان يكون الطرفان متشابهين قدر الإمكان في هذه الناحية, او على الأقل أن يتقبل كلاهما الآخر. بالطبع, يوجد بعض الفتيات اللاتي يعتقدن أنهن قادرين أن يغيرن شريك حياتهن لاحقاً وأن يصبح كما يردن, هذه خطة للفشل. هل تذهبين الى مطعم, وتتوقعين أن تجدي بدلاً منه صالة رياضية؟ لا أعتقد. لا تحاولي أن تغيري زوج المستقبل بل تزوجي بشاب يشاركك المفاهيم الأساسية منذ البداية. ربما يتغير هذا الشاب لاحقاً ويصبح مثلك, ولكن ماذا إن لم يفعل ؟(وهو ما يحصل غالب الوقت). كثير من الفتيات طلبن الطلاق او تم تطليقهن بسبب عد التفاهم والإختلاف الكبير بين الزوجين
ولكن هناك سؤال هام بالطبع: كيف يمكن أن تعرفي إن كان هذا الشاب متديناً أم لا؟ يوجد العديد من المعايير التي قد تساعدك وبعضها هو لباس الشاب ولباس عائلته وخصوصاً النساء مثل أمه وأخته او بعض أقاربه, لا أظن أن تكون جميع النساء في عائلته غير متحجبات بينما هو إمام جامع. طريقة كلامه وكلام أسرته. هل يحفظ القرآن والاحاديث, هل لديه بعض العلم الشرعي الأساسي. هناك بعض الشباب الذين لديهم أفكار دينية مختلفة عن ما هو شائع, وفي مثل هذه الحالة من الصعب معرفة توجهاته الدينية بسهولة وقد يخفي الشاب في البداية بعض الأمور او الأفكار التي يعرف أنها مرفوضة بين الوسط العام. بالطبع, ليس هذا أمراً سيئاً بالضرورة, ولكن يجب توخي الحذر.
ثقافة وشخصية الخاطب
ثقافة الخاطب ستحدد كيف ينظر الى الحياة وما يجد هاماً وما يجد تافهاً. كيف يحدد الصحيح من الخطأ. ما هو المنهج الذي يتبعه عند إتخاذ قراراته. ما هي أهدافه في الحياة وكيف يسعى لها. هل يكذب, هل يغش, هل هو دؤوب ام كسول, هل يحاول التحسن او التطور بإستمرار, هل هو راضٍ بما هو عليه. هل يحب التعلم, هل يقرأ الكتب, هل يحب التنزه, هل يحب الرياضة, وغيرها.
شخصية الخاطب مرتبطة بجيناته و بثقافته وبالبيئة التي ترعرع فيها, ولكنها ليست تابعة لها بالضرورة. قد يكون الشخص الذي نشأ في بيئة هادئة يحب البيئة الصاخبة او المليئة بالأحداث الجديدة. هناك صفات جينية تلعب دوراً في تحديد الشخصية, فهناك أشخاص منذ الطفولة أذكياء او ودودين او إجتماعيين. يجب أن يتعرف كلا الخاطبين على شخصية الآخر ويرى إن كانو يتقبلونها أم لا وليس بالضرورة أن يتفق كلاهما دوماً فهما لن يتفقا في كل شيء بالطبع. بعض الناس يبحث عن من يشبهه في أمر معين وبعضهم عن من يخالفهم في أمر آخر. الكلمة المفتاحية هنا هي تقبل صفات الآخر.
المهنة المناسبة للخاطب
المهن متنوعة وكثيرة ولكن هناك الكثير من الفتيات او أسرهن ممن يطلبن أن يكون الخاطب من مهنة معينة مثلاً أطباء او مهندسين او من بعض المهن النادرة. بالطبع, هذه المهن لها أهميتها, ولكنها في نهاية المطاف مصدر دخل كأي مصدر دخل أخر. بشكل عام, لا أنصح أن ترفض الفتاة مهنة معينة طالما أن مصدر الدخل حلال ويكفي لحياة كريمة. الا ان كانت المهنة من التي تتطلب غياب طويل عن المنزل (مثلاً الطيار) او أن نوع العمل خطر كثيراً. في مثل هذه الحالات, يستدعي الأمر التفكير ملياً لأن المهنة ليست سهلة التغيير وستضطر الفتاة الى تحمل تبعات هذه المهنة لمدة طويلة.
الدخل المادي المناسب للزوج
مقدار الدخل المادي الكافي يختلف من شخص لآخر. ما يراه البعض قليلاً يراه الآخرون كثيراً وهكذا. لا يوجد رقم سحري لمعرفة الدخل المناسب, ولكن من المطلوب أن يكون الشاب قادراً على تأمين المستلزمات الشهرية لأسرته دون الحاجة للإستدانة او غيرها. ليس من الضروري وجود بيت ملك بالضرورة او سيارة فاخرة لعيش حياة كريمة. أقل المطلوب هو وجود بيت آجار مستقل. كثير من الناس يتحسن وضعهم المادي مع الزمن ولكن قد تكون البداية صعبة أحياناً. وهناك أناس آخرين يسوء وضعهم المادي لاحقاً وهذا يعتمد الى حد كبير على ثقافة الزوج المالية ونمط تفكيره الإقتصادي. في كثير من الدول حول العالم, الدخل الذي يقارب 1000$ هو دخل جيد لأسرة وفي كثير من الدول العربية تكفي 600$.
من الأمور الهامة أيضاً عند النظر الى الدخل المادي للخاطب هو مدى إمكانية التحسن في المستقبل. هناك بعض المهن التي قد تحتاج الى بعض الوقت وثم يزيد الدخل بشكل كبير مثل الطب او من يملك عمله الخاص, وهناك مهن يتغير فيها الدخل بشكل تدريجي بإزدياد الخبرة ولكنه يتوقف عند محد معين ليس بالكبير كثيراً كأغلب الوظائف, وهناك مهن تشهد تراجعاً بإستمرار. العديد من العوامل تلعب دوراً في مثل هذه الأمور مثل بلد الإقامة وسوق العمل وغيرها.
نمط التفكير الإقتصادي للزوج
إن كنتِ من الفتيات التي تحب التسوق بإستمرار ونمط الحياة المترف, فهناك نوعان من الأزواج لن تستطيعي الحياة بسعادة معهم: ذوي الدخل المنخفض او من يحبون نمط الحياة البسيط.
إن كان الزوج من أصحاب الدخل المحدود, فسيكون نمط الحياة التقليدي هو ما ستعيشنه معه. لا تتوقعي أن يصبح ثرياً بعد بضع سنوات او أن يقوم بالإستدانة او غيرها ليتمكن من توفير نمط الحياة الذي تتمنينه. أيضاً, لو كان دخله جيداً او كان ثرياً وهو لا يحب نمط الحياة المتكلف, فلا تتوقعي أن يتغير فجأة ويصبح ممن يحبون شراء الأشياء الجديدة والثمينة. توقعي مع مثل هذا النوع أن تعيشي حياة كريمة, ولكنها ليست فاخرة. ربما ستنظرين للنوع الأول على أنه فقير وللنوع الثاني على أنه بخيل, وفي كلتا الحالتين يبقى هناك رفض لهذا النمط من قبلك. لا تتوقعي أيضاً أن تتغيري أنت وتصبحي ممن يرضون بالقليل او البسيط في ليلة وضحاها.
بالمقابل لو كنتِ ممن يرضون بنمط حياة عادي او بسيط فسيكون الأمر أسهل قليلاً ولكن قد يكون الزوج الذي يصرف المال هنا وهناك مسرفاً بوجهة نظرك او أنه لا يدرك قيمة المال. بالطبع نمط الحياة العادي يختلف من شخصٍ لآخر فقد تكون هناك بعض الفتيات اللاتي إعتدن نمط حياة فاخر وأصبحن يعتقدن أن هذا هو الطبيعي. لذلك يجب الوضوح بين الطرفين في هذا الأمر.
شكل الخاطب
الجاذبية الشكلية هي من الأهمية بمكان سواء للرجل او للمرأة. معيار الجمال يعتمد على معايير شخصية في المقام الأول, ولكن بعض الأمور الأساسية التي تلعب دورا هاماً ويمكن تحسينها هي الوزن والشعر. بالنسبة للوزن, يمكن تغيير الوزن بشكل كبير في مدة سنة او أقل بإستخدام النوادي الرياضية. بالنسبة للشعر, إن كان الشاب يعاني من مشاكل في الشعر او الصلع فيمكن القيام بعمليات مثل زرع الشعر. هذا الحل قد لا يكون دائماً, ولكنه يفي بالغرض. ايضاً الإعتناء بشكل اللباس قد يغيير طريقة النظر الى الشخص بشكل كبير.
صحة الخاطب
معيار الصحة هو من الأمور التي قد تسبب رفض الخاطب من قبل أن يأتي حتى. هناك بعض الأمور التي قد تفسد فرص إنشاء أسرة ناجحة منذ البداية, مثلاً في حال إنعدام القدرة على الإنجاب او اي مشاكل جنسية أخرى. هناك درجات بالطبع, فحتى مشاكل الإنجاب بعضها قابل للعلاج. هناك أمراض وراثية قد لا يعلم بها كلا الطرفان وقد تسبب إنتقال الأمراض الى الأطفال, لذلك ينصح بالقيام بالتحاليل الطبية لكي يكون جميع الأطراف على دراية بالوضع الحالي.
البيئة الإجتماعية للخاطب
ترتبط البيئة الإجتماعية للخاطب بمكان ولادته ونشئته وبالأماكن التي سكنها وبالناس الذين يخالطهم. يساعد التقارب الإجتماعي على تفاهم الطرفين وأسرهم بشكل أفضل. هناك الكثير من الأمور التي لا يناقشها الخطيبين وقد يتوقع كل منهما أن الآخر يتفق معه وقد يتفاجئا لاحقاً بمقدار الإختلاف الذي بينهما في الحياة اليومية بسبب إختلاف البيئة الإجتماعية. مثلاً, إن كان الخاطب من بيئة محافظة والفتاة من بيئة متحررة سيكون هناك تضارب كبير بينهما في نمط الحياة. او إن كان أحدهما من بيئة مثقفة جداً والآخر من بيئة لا تعطي الثقافة أهمية فسيكون أيضاً الإختلاف كبيراً. تفاهم أهل الزوج والزوجة أيضاً له أهميته فالزواج يكون إرتباطاً بين اسرتين وليس فردين فقط.
عمر الخاطب
متوسط أعمار الشباب المقبلين على الزواج هو ما بين 24 -35. هناك العديد من الأسباب لهذا وعلى رأسها العامل الإقتصادي. عند إختيار الخاطب, ينصح عادة أن يكون يكبر الفتاة بعدة سنوات. قد يكبر الخاطب مخطوبته ب 5-10 سنوات وهذا فارق طبيعي في أغلب المجتمعات سواء العربية او حتى الأجنبية. لا يفضل أن تتزوج الفتاة بمن يصغرها سناً او حتى من يساويها في السن. يساعد هذا الفارق العمري على تنظيم النسل بشكل أفضل الى جانب فوائد أخرى.