ايجابيات الهجرة الى كندا

يهاجر الى كندا سنوياً مئات الآلاف من الناس بهدف تحسين حياتهم. بالطبع, هناك العديد من الأسباب التي قد تدفعك لإختيار كندا عن غيرها من البلاد للهجرة وعلى رأسها الجنسية الكندية والتعليم والدخل المادي. رغم ان شروط الهجرة اليها ليست الأسهل, ولكن إن حققتها وإستطعت الهجرة, فستكون الإجرائات من الأسرع مقارنة بمعظم الدول الأخرى. عند الحديث عن إيجابيات او سلبيات اي شيء, فدائماً نقوم بذلك مقارنة بشيء آخر. ناقشنا في مقال سابق سلبيات الهجرة الى كندا بالتفصيل, وفي مقالنا هذا نناقش ونقارن إيجابيات كندا بغيرها من الدول الأخرى مثل أمريكا وأوروبا.

جودة نظام الهجرة الكندي

سرعة نظام الهجرة والإقامة الدائمة PR

عند التقدم الى الهجرة الكندية عبر أحد الطرق الرسمية مثل نظام الدخول السريع Express Entry, فستحصل على الإقامة الدائمة Permanent Residence  منذ لحظة هبوطك في الأراضي الكندية وقبل الخروج من المطار. هذا يعني أن تتمتع تقريباً بجميع حقوق المواطن الكندي داخل الأراضي الكندية بإستثناء التصويت والحصول على جواز سفر. هذا يتيح لك حق العمل دون الحاجة للحصول على فيزا عمل او ما شابه ذلك, ويتيح أيضاً التعليم الجامعي بتكلفة أقل من الأجنبي وتصل الى النصف تقريباً.

سرعة الحصول على الجنسية الكندية

بعد الحصول على الإقامة الدائمة, يبدأ عداد الأيام للحصول على الجنسية الكندية. يمكنك التقدم للحصول على الجنسية بعد تحقيق شرط البقاء في كندا كحامل للإقامة الدائمة لمدة 3 سنوات (1095 يوم) مع إستكمال باقي الأوراق المطلوبة والشروط كما هو موجود على الموقع الرسمي لشروط الجنسية الكندية. إن وصلت الى كندا بإقامة مؤقتة ثم حصلت على الإقامة الدائمة بعد ذلك مثلا بعد تخرجك من جامعة كندية او بعد العمل في كندا, فيحسب كل يوم تحت الإقامة المؤقتة كأنه نصف يوم نحو الجنسية بعدد أيام أقصى 365. اي أنه على سبيل المثال, إن عملت في كندا مدة سنتين او أكثر ثم حصلت على الإقامة الدائمة, فستحتاج سنتين إضافييتين للحصول على الجنسية.

إن وصلت الى كندا بإقامة مؤقتة ثم حصلت على الإقامة الدائمة بعد ذلك (مثلا بعد تخرجك من جامعة كندية او بعد العمل في كندا), فيحسب كل يوم تحت الإقامة المؤقتة كأنه نصف يوم نحو الجنسية بعدد أيام أقصى 365. اي أنه على سبيل المثال, إن عملت في كندا مدة سنتين او أكثر ثم حصلت على الإقامة الدائمة, فستحتاج سنتين إضافييتين للحصول على الجنسية.

مدة الحصول على الجنسية في بعض الدول الأخرى

هذا يجعل الجنسية الكندية من أسرع الدول التي تمنح جنسيتها للناس من الطبقة المتوسطة (أعني دون عمل إستثمارات او زواج وما شابه ذلك) مقارنة  بباقي الدول مثل أمريكا وألمانيا وغيرهم. مثلاً, في أمريكا تحتاج للحصول على الجنسية أن تقيم 5 سنوات بعد الحصول على الإقامة الدائمة Green Card والتي من الصعب جداً الحصول عليها أصلاً. بينما في ألمانيا تحتاج الى 8 سنوات والتي يمكن إختصارها الى 7 سنوات.

يمكنك إبقاء جنسيتك الأصلية

بعض الدول تشترط عند منح جنسيتها لأجنبي أن يتخلى عن جنسيته الأصلية وهذا حال المانيا وغيرها العديد من الدول, وبعض الدول تمنع مواطنيها أن يحصلو على جنسية أخرى. ولكن كندا ليست من اي من هذه الأنواع ويمكنك إبقاء جنسيتك الأصلية بعد حصولك على الكندية.

قوة جواز السفر الكندي

يعد جواز سفر كندا من أقوى جوازات السفر حول العالم ويتيح لك دخول معظم الدول دون فيزا. حسب موقع Passport Index, ترتيب قوة جواز سفر كندا هو 5, بينما الجواز الأمريكي 3 والألماني 2, اي أنه بدرجة مشابهة ويتيح دخول 167 دولة بسهولة, 107 دول من دون فيزا من ضمنهم أمريكا وأوروبا, 54 دولة فيزا عند الوصول من ضمنهم تركيا والعديد من الدول العربية والأفريقية, و6 دول فيزا إلكترونية منهم أستراليا. بمعنى آخر, يمكنك السفر حيث تشاء, وحتى الدول التي تحتاج الى تأشيرة دخول (او فيزا), سيكون الحصول على تاشيرتها سهل نسبياً.

الدخل المادي المرتفع في كندا

متوسط مرتفع لدخل الفرد 

يعد الدخل المادي في كندا جيد جداً مقارنة بمعظم دول العالم وكثير من الدول العربية. حسب  إحصائيات الدخل الرسمية للحكومة الكندية للعوائل 2019-2020,  تصل قيمة الوسيط median سنوياً بعد الضرائب قرابة 34,000$ للفرد الواحد من دون عائلة ولعائلة من أبوين مع أطفال قرابة 110,000$ (هذا قد يحتمل أن كِلا الأبوين يعملان). اي أن أكثر من نصف الناس من هذه الفئة يحصلون على هذا المبلغ, وهذه تعد مبالغ مرتفعة وهي ليست الحد الأعلى ويمكنك الحصول لاحقاً على أكثر من هذا بكثير بعد توفر خبرة العمل وغيرها.

بلد يتكلم الإنكليزية

من أحد إيجابيات كندا هو أن لغتها الرسمية الأولى هي الإنكليزية والتي تعد اللغة الأم لقرابة 60% من الكنديين والثانية هي الفرنسية وهي اللغة الأم ل20% منهم. تنتشر اللغة الإنكليزية في جميع المقاطعات الكندية عدا مقاطعة كويبيك Quebec والتي تتخذ الفرنسية لغتها الأساسية. هذا يعني أنك يمكنك أن تكتفي بالإنكليزية والتي تعلمها معظمنا في المدارس او على الأقل سمعها في الأفلام وغيرها. بينما لو ذهبت الى اوروبا فستضطر الى تعلم لغة غريبة عنك مثل الألمانية او الفرنسية او ربما الإسبانية او أحد اللغات الأوروبية الأخرى. تعلم أحد هذه اللغات سيحتاج منك الى بذل جهد أكبر من تعلم الإنكليزية لعدة أسباب:

• الإنكليزية لغة مألوفة بينما باقي اللغات الأوروبية فهي غريبة
• اللغة الإنكليزية أسهل وأبسط من العديد من اللغات الأخرى مثل الألمانية والفرنسية
• هناك مواد تعليمية للغة الأنكليزية أكثر من اي لغة أخرى

هذا بالإضافة الى أن الإنكليزية لغة التجارة والعلم حالياً وستحتاجها في حياتك كثيراً لا محالة, بينما تعلم باقي اللغات الأوروبية قد يكون أقل فائدة وهم أقل إستعمالاً ولدينا مقال مرتبط بهذا الأمر وهو عن أهمية الدراسة باللغة الإنكليزية.

بلد محكوم بالقانون

تعد كندا بلد قانون ومعظم الناس هناك تحترم القوانين مما يساعدك في معظم الأحيان على تحصيل حقوقك, وزيادة إنتاجية المجتمع. لا شك أن القانون الكندي يمكن تحسينه, ولكنه يوفر أرضية صلبة للحياة هناك بينما تعم الفوضى في كثير من الدول الأفريقية والآسيوية. ورغم أن هذه الفوضى في مثل تلك الدول يمكن إستغلاها بشكلها الخاص, الا أن قدرتك على التواجد في بلد يحكمه القانون له العديد من الفوائد.

بلد آمن بشكل عام

كثيراً ما تحتل كندا تصنيف في اول 10 او اول 20 دولة في درجة الأمان ومن النادر تعرض الناس لسرقة او إعتداء مقارنة بكثير من الدول الأخرى. مثلاً, حسب معيار الأمان العالمي2022, كان ترتيب كندا 12, بينما ترتيب أمريكا 129 وألمانيا 16, ويمكنكم قراءة تقرير سنة 2022 كاملاً لمعرفة باقي التفاصيل.

بلد متحضر وفيه جميع الخدمات

البنية التحتية

تعد البنية التحتية الكندية جيدة ومتطورة وتخدم البلد بشكل جيد من جميع نواحي الخدمات مثل شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والإتصالات والطرق والجسور والأنفاق والسدود وغيرها وهذا موقع فيه تقارير وجداول بيانية مفصلة وإحصائيات عن جودة البنية التحتية الكندية.. و من أهم فوائد الحياة في بلد متقدم هي أن تحصل على الخدمات التقنية الحديثة التي تستغرق عدة سنوات او حتى عقود لتصل الى الدول الأخرى. من أبسط الأمثلة على هذا هو شبكات ال5g, السيارات الكهربائية, والأجهزة الإلكترونية والتي دائماً ما تبدأ إطلاقها في أمريكا ثم كندا وأوروبا.

أبسط مثال هو الإنترنت والذي وصل الى الدول العربية بعد عقود من بدايته في أمريكا, وحتى بعد وصوله فهناك العديد من الدول العربية التي ما زالت شبكات الإنترنت بطيئة فيها وتقدر ببضع ميجابايت في حين أنها تصل الى الجيجابايت في الدول المتقدمة.
هذا موقع فيه تقارير وجداول بيانية مفصلة وإحصائيات عن جودة البنية التحتية الكندية. وحسب تقرير 2020 وتقرير 2022 تتوفر شبكات 5g بعدة مدن كندية مثل تورونتو وفانكوفر في بداية 2020 وتم توسعتها منذ ذلك الحين لتشمل العديد من المناطق الإضافية. وشركة تيسلا Tesla بدأت نشاطها في كندا في عام 2012 حسب موقعهم الرسمي.

هذا غيض من فيض ويجب عدم الإستهانة بهذه الفوائد لأنها تحدد مسار الإقتصاد والتعليم والعديد من نواحي الحياة المهمة. وقدرتك على إقتناء هذه التقنيات ليس مجرد رفاهية, بل هو من أهم مصادر الدخل المستقبلية.

صناعات محلية

هناك العديد من الصناعات المحلية العملاقة في كندا وخصوصاً في القطاع التقني والبرمجي وهناك العديد من الشركات العملاقة مثل غوغل Google ومايكروسوفت Microsoft وغيرهم التي تحوي أفرع او مراكز لها في كندا وهذا قائمة بأكبر المؤسسات الإقتصادية الكندية. وتشتهر مونتريال Montreal في مقاطعة كويبيك Quebec بأنها مركز لشركات التصميم والألعاب مثل شركة Ubisoft ومقاطعة ألبرتا Alberta بأنها مركز لإستخراج النفط ومشتقاته.

تعدد الثقافات

بما أن المهاجرين يأتون كندا من مختلف بقاع الأرض, فهذا له العديد من الفوائد ومنها تعدد الثقافات والإستفادة من عدة وجهات نظر لنفس الأمر. هناك ناس من مختلف البلدان الآسيوية والأوربية والإفريقية ويستطيع الناس التعرف على ناس من عدة ثقافات وتعلم المزيد عن باقي الشعوب دون الحاجة الى السفر للقائهم, فقد تلتقي شخصاً من أصول كورية وآخر من أصول إفريقية في مقهى او مطعم او مكان عمل.

تعدد اللغات في كندا

إن أردت التعرف على ناس يتكلمون لغة تريد تعلمها, فربما لن تحتاج الى السفر لإيجادهم او الإعتماد على الإنترنت فقط, وقد تجد في مدينتك العديد من الناس الذين يتكلمون معظم اللغات الأوروبية والآسيوية والأفريقية إضافة للغات السكان الأصليين وهذا تقرير رسمي 2016 يظهر عدد الناطقين بكل لغة في كندا. هناك أكثر من 7.7 مليون مهاجر يتحدثون لغات أصلية غير الإنكليزية ومنهم قرابة المليون يتحدثون لغات صينية مثل الماندرين والكانتونيسية وقرابة 480 ألف يتكلمون العربية ومئات الآلاف ممن يتحدثون الهندية والإسبانية والإيطالية والألمانية والأوردو والروسية والفارسية والكورية واليونانية إلخ.

النظام الصحي الكندي

نظام الصحة في كندا مقسوم الى حكومي وخاص وهناك خدمات صحية يغطيها القسم الحكومي لجميع المواطنين مجاناً (بالطبع المال يأتي من الضرائب فلا شيء مجاني) وخدمات أخرى لا يغطيها مثل طب الأسنان وغيرها. رغم أن النظام الكندي له عيوبه وأشهرها طول فترة المواعيد, الا أنه يغطي الكثير من الأمور بشكل مجاني وعند وصول الدور فهو ذو جودة جيدة. وهذا رابط الموقع الرسمي الكندي للرعاية الصحية ويحوي على مزيد من التفاصيل.

جودة التعليم

التعليم المدرسي الكندي

مقارنة بالعديد من الدول الأخرى, فالتعليم المدرسي في كندا جيد ومجاني ولا يقل جودة عن المدارس الأمريكية او الأوروبية. يمكن بالطبع للأهل أن يختارو الدراسة المنزلية Home-schooling وهو خيار يلغي الحاجة لإرسال الأطفال الى المدرسة ويُمَكّن الأطفال أن يكملو تعليمهم حسب مناهج مخصصة وتحت إشراف الأهل, وهو خيار ليس متاحاً في بعض الدول الأخرى او على الأقل ليس مستهجناً بنفس الدرجة.

التعليم الجامعي الكندي

حسب تقرير Times Higher Education فهناك 5 جامعات كندية من ضمن أفضل 100 جامعة حول العالم. وحسب تقرير QS فهناك 3 جامعات من ضمن أفضل 100 وهناك 10 جامعات من ضمن أفضل 300 جامعة حول العالم. رغم أن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه الجامعات هي الأفضل لأن هذا يعتمد الى حد كبير على طريقة تقييم الجامعات وحساب النقاط, ولكنه بالطبع أحد المؤشرات الجيدة لجودة الجامعات الكندية. جودة الدراسة في كندا مشابهة لتلك في أمريكا ولكنها أقل تكلفة بشكل عام وخصوصاً لحاملي الإقامة الدائمة او الجنسية (نصف تكلفة الطالب الأجنبي).

أيضاً هناك العديد من المنح وخصوصاً للأبحاث والدراسات العليا وهي فرصة كبيرة لمن يود إكمال تعليمه هناك. ويعد الحصول على أحد الشهادات الكندية أحد المحفزات الكبيرة للشركات الكندية عند إختيار الموظف فهم يقدرون الشهادات والخبرات الكندية فوق اي شيء آخر تقريباً وتحظى الشهادات الكندية بالإحترام والتقدير أيضاً خارج كندا.

تجربة جديدة في الحياة

تجربة المناخ البارد في كندا

رغم أن المناخ الكندي معروف ببرودته وقساوته, ولكنها تبقى تجربة مختلفة خصوصاً في بداية سنوات الهجرة. أنت لست مضطراً بالطبع أن تسكن في أكثر المناطق برودة ولا حتى أن تمضي بقة حياتك في كندا, ولكن تجربة الحياة في مناخ مختلف لبضعة سنوات قد تكون تجربة مثيرة لا تنسى.

كثير من الناس في الدول العربية لم يرو الثلج بأعينهم من قبل, ومعظمهم حتى لو رأوه, فلم يكن ذو سماكة كبيرة او لمدة طويلة. لكن الثلج جزء من الحياة الكندية وهناك الكثير من الرياضات والنشاطات القائمة على هذا المناخ مثل الهوكي والتزحلق على الثلج وبناء مجسمات من الثلج مثل الكوخ الجليدي (Igloo) ورجل الثلج وغيرهم.

هناك أيضاً بحيرات ومناطق طبيعية خلابة مثل إحدى بحيرات كالغاري Calgary الأسطورية والتي تدعى بحيرة موراين Moraine Lake ذات الماء النقي جداً وغيرها.

أيضاً هناك فوائد صحية للبرد وهناك أنواع من العلاج بإستخدام الجليد والماء البارد, ورغم أنك لن تقوم بها بالضرورة, الا أنك يمكنك تجربتها بالطبع هناك دون عناء مقارنة بأماكن أخرى.

بلد كبير

تعد كندا ثاني أكبر دولة في العالم و مساحتها الشاسعة تصل قرابة 10 مليون كم مربع وقد يستغرق السفر بالطائرة من شرقها لغربها أكثر من 5 ساعات ( وربما أكثر حسب المدينة). ويمكنك زيارة العديد من المناطق الطبيعية الخلابة مثل الجبال والبحيرات او حتى الشلالات مثل شلالات نياغارا Niagara Falls قرب مدينة تورونتو Toronto وحتى رؤية ظاهرة الأورورا Aurora في العديد من المقاطعات ومنها يوكون Yukun او حتى أونتاريو Ontario وغيرها, وهذه قائمة ب 20 من أكثر الأماكن الطبيعية تميزاً في كندا.