سلبيات دراسة الدكتوراة

سلبيات دراسة الدكتوراة

دراسة الدكتوراة هو قرار ليس بالسهل بالتأكيد. كما الحال في كل شيء, هناك دائماً إيجابيات وسلبيات لأي قرار. في بعض الأحيان, نعيش في أحلام جميلة بعيداً عن الواقع وننتهي بنهاية المطاف مجبرين على مواجهة الحقيقة. معرفة سلبيات دراسة الدكتوراة قد تساعدكم على إتخاذ القرار الأفضل لكم. هذا المقال ليس هدفه تثبيط هممكم, إنما مساعدتكم على التأكد بأنكم فكرتم بالأمر ملياً وتعلمون تماماً ما أنتم مقدمون عليه. 

هناك مقال مشابه أيضاً قد تودون قرائته بعد هذا المقال: أسباب لعدم دراسة الماجستير 

في حال كنت لا تريد الإستمرار في المجال البحثي او التعليمي (Academia)

بعض أهم الأسباب لدراسة الدكتوراة هم الإستمرار في مجال الأبحاث والتعليم الجامعي. إن لم تكن تريد الإستمرار في واحد من هذين المجالين, فربما لن تكون دراسة الدكتوراة من الأمور التي تناسبك. في أغلب الجامعات البحثية, يجب على الدكتور الجامعي القيام بمهمتين رئيسيتين: التدريس والبحث. أغلب الأشخاص يدخلون الدكتوراة لأحد هذين السببين ونادراً ما يقوم الدكتور بعمل جيد بكلاهما معاً. إن كنت لا ترغب بممارسة اي منهما ناهيك عن كلاهما معاً, فستكون مسيرتك المهنية صعبة للغاية وربما يكون مسار آخر مناسب لك أكثر.

طول مدة الدراسة: 4 سنوات او أكثر

مدة دراسة الدكتوراة هي من أطول الشهادات مدة. ستمضي قرابة 4 سنوات  وربما أكثر للحصول على هذه الشهادة. هذه السنوات هي من أفضل سنوات شبابك في حال كنت تتبع الطريق المعتاد للدكتوراة وهو كالتالي: دراسة الباكلوريوس, ثم الماجستير, ثم الدكتوراة  غالبا سيكون عمرك قرابة 24 عند البدء وقرابة 28 عند الإنتهاء في حال لم تحتج سنين إضافية. طبعا لو أردت ان تصبح دكتور جامعي قد تضطر ان تمضي بضعة سنين (قرابة سنتين او 3) إضافية في مرحلة “ما بعد الدكتوراة”  (Post doc)

ليس خياراً جيداً لو أردت كسب المال

إن أردت دراسة الدكتوراة ستتخرج وأنت في عمر قرابة 28. لقد فوت عدة سنوات من العمل مما يعني أنك ليس لديك لا المال ولا الخبرة العملية بعد. وضعك المالي سيكون مشابهاً لشخص بعمر ال22 ولكنك لست بعمر 22 بعد الآن. في حال كنت من الذين لا يعتقدون أن هذه مدة كبيرة, أخبرك انك خلال 6 سنوات من العمل ستكون لديك خبرة كبيرة في مجالك ويمكنك الحصول على مرتب جيد جداً وربما عدة ترقيات. يمكنك تجميع ملبغ مالي جيد. يمكنك تأسيس شركة او عملك الخاص والفشل والمحاولة عدة مرات والنجاح أيضاً وهذا كله خلال 6 سنوات. يمكنك الزواج وإنشاء أسرة. يمكنك تحقيق كثير من أحلامك وطموحاتك مقارنة بإستمرارك بالحياة الجامعية. لذلك فكر ملياً إن كانت الحياة الأكاديمية هي فعلاً ما تريده.

العمل بالمجان طويلاً

خلال حياتك في الأبحاث الجامعية, أنت تعمل بالمجان. ستعمل بالمجان طويلاً قبل أن تبدء بجني مال حقيقي. قد تقول أنك تحصل على منحة دراسية بحثية وما شابه وقد تحصل على سكنك ومرتب صغير أيضاً. ولكنك في نهاية المطاف لا تحصل الا على جزء يسير من ما ستحصل عليه لو كنت تعمل. إن كان هدفك هو جني المال, فلا أعتقد أن العمل بالمجان لصالح الآخرين هو طريقة جيدة لذلك. أجل, سوف تحصل على خبرات أيضاً خلال دراستك الجامعية, ولكن نسبة جيدة من هذه الخبرات محصورة على المجال البحثي والجامعي وليست ذات أهمية كبيرة في سوق العمل المعتاد.

حصر نفسك بمجال متخصص للغاية

عندما تدرس الدكتوراة, أنت تقوم بالتخصص كثيراً بشيء معين وتتعلم عنه الكثير. هذا له فوائده في بعض الأحيان حيث أن عدد الناس الذين في مثل خبرتك في هذا الشيء قليل مما يرفع قيمتك في سوق العمل, ولكن إن كانت الشركة لا تحتاج الى هذا التخصص الشديد, فلن تحصل على أجر أكبر فعلاً. العمل في مجال الأبحاث يكون دائماً على شيء جديد, وأغلب الشركات لن تحتاج من الموظف المعتاد أن يعلم عن أمور لن يتم تصنيعها قريباً. هناك أيضاً كثير من الوظائف التي لا يمكنك العمل فيها لأنها بعيدة عن إختصاصك, وحتى لو أردت العمل فيها, سيبدو الأمر سيئاً على سيرتك الذاتية لبعض الأسباب. الشركة ستعتقد أن هذا العمل لا يناسبك وأنك ستترك العمل بمجرد حصولك على شيء في إختصاصك. في نفس الوقت, قد يبدو هذا وكأنك لا تعلم ما تريد وأنك أضعت وقتك بدراسة لا ترتبط بإختصاصك. إن كانت خبراتك الإضافية ليست ضرورية لفرصة وظيفية معينة, ستفضل الشركة أن تأخذ شخص يستطيع القيام بالعمل براتب أقل وإن كانت لديك شهادة أعلى, فغالباً ستتوقع حصولك على راتب أكثر وليس أقل.

رحلة مرهقة

دراسة الدكتوراة تحتاج الى سنين من الدراسة والبحث. قد يكون جدولك صعباً وستعمل عدد ساعات كثيرة في غالب الأحيان إن كان المختبر الذي تعمل فيه مرموقاً. ستدرس وتعمل طوال السنة ولن يكون الصيف إجازة كما قد كان في السابق. كثير من الطلاب يعانون مشاكل في تنظيم الوقت ومحاولة فصل الدراسة عن الحياة الشخصية.

 السأم من المجال

ربما تسأم من المجال بعد مدة سنة او سنتين من الدراسة. ما كان ممتعاً ومشوقاً في البداية لم يعد يحمل نفس البريق. ما كان جديداً صار قديماً. كثير من الطلاب يعانون من هذه المشكلة. هل تتوقف ام تواصل الإستمرار؟ سؤال صعب. هل سترمي عمل سنتين او أكثر على الأرض؟ هل كان كل هذا العناء لا قيمة له بعد الآن؟ ام هل تستمر في هذه الرحلة التي لم تعد الإستمرار بها بعد الآن؟

هذه أسئلة مهمة يجب تكون تتوقع أن تسألها نفسك خلال دراستك, لذلك يجب أن تكون متأكداً من ما تريد فعلاً القيام به.

الخاتمة

لربما تبدو هذه المقالة محبطة او مثبطة للهمة للبعض, ولكن الهدف منها هو إيضاح بعض العقبات التي ستعترض طريقك لا محالة إن لم تكن الشخص المناسب لمثل هذا النوع من الدراسات. دراسة الدكتوراة ليست أمراً سيئاً ولا جيداً بالضرورة والأمر يعتمد بالمقام الأول على ما تريد أن تفعله في حياتك. الحياة مليئة بالأشياء التي يمكنك فعلها فحاول أن تختار ما تريد حقاً فعله وليس فقط ما يمكنك فعله. بالتوفيقّ

مقالات مرتبطة:

أسباب لعدم دراسة الماجستير 

فكرتين عن“سلبيات دراسة الدكتوراة”

  1. مقال مهم يحتاج لمن يقرأه بوعي لا سيما لمن يفكر في الدراسة او عدمها اي من لم يتخذ قرارا حازما وجازما … ومن الامور المهمة التي يجب الالتفات لها هي مسألة العمر فالذي تجاوز الخامسة والثلاثين عليه ان يفكر اضعافا مضاعفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *